في أسوا لحظات ضعفك كإنسان عقلك الباطن بيرجعك لمواقف قوتك كنوع من أنواع الحماية والتثبيت
زي ما انتم عارفين انا روحت احج السنة دي , كانت فرصة غير متوقعة على الاطلاق
قرار سفري كان جه قبلها بمدة بسيطة جدا
وبعد ما رجعت حاولت اتكلم واحكي لكن ما قدرتش ابدا .. ولحد دلوقتي مش عارفة ليه , حاولت كتير جدا لكن الكلام كان بيهرب مني
تقريبا لازم تبعد عن الحدث عشان تقدر تشوفه كويس , عامل زي كتابة التاريخ
انا هاحكي فلاشات من الرحلة الطويلة في بدايتها القصيرة في نهايتها اللي عدت عليا
زي ما انتم عارفين انا روحت احج السنة دي , كانت فرصة غير متوقعة على الاطلاق
قرار سفري كان جه قبلها بمدة بسيطة جدا
وبعد ما رجعت حاولت اتكلم واحكي لكن ما قدرتش ابدا .. ولحد دلوقتي مش عارفة ليه , حاولت كتير جدا لكن الكلام كان بيهرب مني
تقريبا لازم تبعد عن الحدث عشان تقدر تشوفه كويس , عامل زي كتابة التاريخ
انا هاحكي فلاشات من الرحلة الطويلة في بدايتها القصيرة في نهايتها اللي عدت عليا
_______
فلاش واحد
المكان : مطار القاهرة
الزمان : الساعة 1 صباحا
انا قاعدة على كرسي في الكافيتريا لوحدي , باسمع سورة طه بصوت المنشاوي ومحدقة في الفراغ
كان جوايا خايف لابعد حد , اللي يعرفني يعرف عني اني متحدثة لبقة جدا في المايكروفون .. حفلات .. ندوات .. دايما موجودة عالمسرح بتكلم مع الناس قدامي وببراعة تامة
ماحدش يعرف اني خجولة جدا جدا واني بابقى بزق نفسي على الكلام
بابقى قوية وبواجه خوفي
_______
فلاش اتنين
المكان : طيارة خطوط االعربية - انا لسه بدخل الطيارة
الزمان : الساعة 2 ونص صباحا
بسبب القرار المتأخر اني أحج ماكانش في مكان على الخطوط السعودية او المصرية , فاضطريت اخد رحلة طيران العربية وانزل ترانزيت في البحرين , واخد بعدها طيارة تانية للدمام ... الرحلة كانت واخدة طول الليل
وبما اننا كنا قبل الحج بايام معدودة كانت كل الطيارات الكبيرة مسحوبة على الطريق من والى جدة وما تبقاش غير الطيارات الصغير
الطيارة ماكانتش صغيرة .. كانت اتوبيس جوي طائر ... صوت صريرها كان عالي ومزعج
وطبعا بما اني كنت مسافرة لوحدي كنت قلقانة انا هيبقى جنبي مين
وانا داخلة لقيت مكاني بين أخين – الطيارة زي الاتوبيس – يعني ما فيش مكان بين الكراسي
كنت هاعيط بلا ادنى مبالغة ... ماحدش هيحس بيا الا بنت بتسافر لوحدها وعارفة يعني ايه القلق دا .... انك تقعدي جنب واحد غريب ممكن يبقى اي حد في الدنيا
للتوضيح يعني انا من النوع اللي بيمشي حاله دايما وما بيطلبش من الناس حاجة وبيستحمل وخلاص
لقيت نفسي بتكلم وبطلب منهم يسيبوني عالحرف , الاتنين كانوا متعاونين جدا , وبسبب المسافة العدمية بين الكراسي اضطريت احط مخدة بيني وبين اللي جنبي وافضل مشدودة طول الوقت لحسن تقع
ماقدرتش انام زي ماكنت عايزة - انام ازاي يعني - فضلت صاحية باسمع سورة طه وادعي ربنا يفرجها
كنت قوية كفاية اني اعمل اللي انا عايزاه
_______
الطيارة ماكانتش صغيرة .. كانت اتوبيس جوي طائر ... صوت صريرها كان عالي ومزعج
وطبعا بما اني كنت مسافرة لوحدي كنت قلقانة انا هيبقى جنبي مين
وانا داخلة لقيت مكاني بين أخين – الطيارة زي الاتوبيس – يعني ما فيش مكان بين الكراسي
كنت هاعيط بلا ادنى مبالغة ... ماحدش هيحس بيا الا بنت بتسافر لوحدها وعارفة يعني ايه القلق دا .... انك تقعدي جنب واحد غريب ممكن يبقى اي حد في الدنيا
للتوضيح يعني انا من النوع اللي بيمشي حاله دايما وما بيطلبش من الناس حاجة وبيستحمل وخلاص
لقيت نفسي بتكلم وبطلب منهم يسيبوني عالحرف , الاتنين كانوا متعاونين جدا , وبسبب المسافة العدمية بين الكراسي اضطريت احط مخدة بيني وبين اللي جنبي وافضل مشدودة طول الوقت لحسن تقع
ماقدرتش انام زي ماكنت عايزة - انام ازاي يعني - فضلت صاحية باسمع سورة طه وادعي ربنا يفرجها
كنت قوية كفاية اني اعمل اللي انا عايزاه
_______
فلاش تلاتة
المكان : مطار البحرين
الزمان : الساعة السادسة صباحا
انا بحوم في أرجاء المطار , خايفة لو قعدت على كرسي انام من التعب والطيارة تفوتني
اخيرا جدا قعدت على كرسي قدام بوابة المغادرة
وبرضه محدقة في الفراغ اللا نهائي وباسمع سورة طه
كان عقلي ابتدا ينهار من عدم النوم لمدة تلات ايام متواصل
لكن كنت قوية وفضلت صاحية
_______
فلاش اربعة
المكان : اتوبيس هينقلني انا وامي من الدمام للمدينة
الزمان : تاني يوم وصولي واستكمالا لخط الاربعة ايام بلا نوم
والدي ماكانش معانا لظروف معينة وسافرنا مع رحلة فيها مجموعة من الاطباء من زملاء بابا ومن قاطني كامب الدكاترة بتاع المستشفى اللي هو محل اقامتنا هناك
من اول دقيقة الدكتور المبجل مشرف الرحلة اوضح تماما انه مش هيشيل مسئوليتنا وانه مالوش دعوة بينا
اللي غاظني اوي وقتها اننا ماطلبناش منه حاجة وما كناش هنطلب طبعا
كان تكالنا على الله
_______
فلاش اربعة
المكان : اتوبيس هينقلني انا وامي من الدمام للمدينة
الزمان : تاني يوم وصولي واستكمالا لخط الاربعة ايام بلا نوم
والدي ماكانش معانا لظروف معينة وسافرنا مع رحلة فيها مجموعة من الاطباء من زملاء بابا ومن قاطني كامب الدكاترة بتاع المستشفى اللي هو محل اقامتنا هناك
من اول دقيقة الدكتور المبجل مشرف الرحلة اوضح تماما انه مش هيشيل مسئوليتنا وانه مالوش دعوة بينا
اللي غاظني اوي وقتها اننا ماطلبناش منه حاجة وما كناش هنطلب طبعا
كان تكالنا على الله
_______
فلاش خمسة
المكان : المدينة المنورة
الزمان : تاني يوم وصولنا
انا على السرير درجة حرارتي اربعين وشي هينفجر من الاديما والفلاشينج وماما قاعدة جنبي عنيها مدمعة مش عارفة تعمل ايه ... لما لاقيتها كدا قومت من السرير وقعدت اضحك واطنطط لها في الاوضة عشان ما تتخضش .... كانت صعبانة عليا اوي ... لاني عارفة هي قد ايه حساسة وقلبها رهيف
لكن الوضع كان فوق احتمالي ووقعت
كلمنا بابا اتخض وبعدها قعد يهدينا وقالنا على ادوية نجيبها
ماما دكتورة هي كمان , لكن اعصابها ما استحملتش وكانت حاسة بالعجز , كنا لوحدنا في مدينة غريبة وفي السعودية – اللي هي بلد غير فريندلي مع الستات اطلاقا – ومافيش حد ممكن نلجأ له الا ربنا
كان نفسي اوي اصلي الفجر في المسجد النبوي .. كنت مشتاقة للحظة دي من سنين - ماكنتش هاتنازل عنها مهما حصل - ونزلنا صلبنا انا .. وامي ومن رحمة ربنا بينا الاوتيل كان قدام الحرم بالظبط
وبعد صلاة الفجر ,كان لازم ندور على مستشفى اجيب منها الدوا ونتأكد فيها من تشخيص حالتي و بعد ما مشينا على طول البقيع نسأل كل الناس على أقرب مستشفى لاقيناها بعيدة ولازم ناخد تاكسي –و ستات في السعودية ياخدوا تاكسي لوحدهم دي خطوة جبارة
حالتي النفسية كانت وحشة جدا حسيت بالعجز .. وحسيت بقيمة ابسط حاجة بعملها من غير تفكير .. المشي
كانوا 300 متر من المعاناة .. عدوا في سنين
لكن ربنا كرمنا بتاكسي مع ان الساعة كانت 6 صباحا والبلد نايمة , ركبنا واحنا بنقول يارب
كنا خايفين من حاجات كتير .... الخوف كان هو سيد الموقف .. الخوف حتى الهلع
خفت اموت قبل ما احج .. خفت ما اقدرش اكمل ونرجع .. خفت من السواق الغريب ومن البلد الغريبة حتى لو كانت المدينة المنورة
... مع وصولنا المستشفى كنت انا وصلت لأقصى استطاعتي احنا كنا رايحين اساسا عشان الدوا ... حالتي كانت مشخصة نفسها .. كان نوع شرس من الانفلونزا الاسيوية لاقى جهازي المناعي مضروب من الاجهاد الشديد والضغط العصبي فعاث فسادا
... مع وصولنا المستشفى كنت انا وصلت لأقصى استطاعتي احنا كنا رايحين اساسا عشان الدوا ... حالتي كانت مشخصة نفسها .. كان نوع شرس من الانفلونزا الاسيوية لاقى جهازي المناعي مضروب من الاجهاد الشديد والضغط العصبي فعاث فسادا
وخلى رجلي ما تشيلنيش
كان اليوم دا استكمالا لليوم السادس بلا نوم وبعد 16 ساعة من القعدة على كرسي في الاتوبيس
......................................................................................
كان اليوم دا استكمالا لليوم السادس بلا نوم وبعد 16 ساعة من القعدة على كرسي في الاتوبيس
......................................................................................
ماعنديش وقت اكمل دلوقتي هاكمل لما ربنا ييسر .. لكن يوم ما دخلت الحرم في مكة وشوفت الكعبة كنت في أذل حالاتي لله .. كنت ذليلة وضعيفة ومكسورة ... حسيت ان ربنا كان بيهيأني للدخلة دي
دخلت وانا على كرسي بعجل
يتبع