اصحو وبشائر اليوم بتغني ..
تأخرت في نومي وفاتني معاد درس الاطفال ..
هي مادة فقر انا قلت كدا من الاول ... يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم يارب ....
ارتدي ملابسي بسرعة حتى الحق بميعاد الراوند .. الطريق طويل والمستشفى بعيييدة ..
ادعي ان اجد تاكسي يكون له سائق طيب وابن حلال لا يخلط صباحي باذاعة نجوم اف ام التي اكرهها كراهة مالك للخمر .. الحمد لله الامير ابن الناس طلع مشغل اذاعة القرآن الكريم ..
جدولي ينص على ان اتجه لقسم الصدر بمستشفى الاطفال .. الدور الرابع يعني ولا يعلم سوى الله كم اكره صعود السلم ..
حين اصل اخيرا لهدفي اجد شلة الهم زملاء الراوند منتظرين الفرج .. اقصد اي دكتور ياتي ليرينا اي حالة واي حاجة من وش اليهودي بركة ...
يطول الانتظار قليلا ولكن في النهاية تطل علينا دكتورة ما .. دعك من الشكليات البلهاء من عينة ان تعرفنا على نفسها او حتى تخبرنا ماذا سنرى ..
نتجمع حول سرير مريض كمجموعة من الضباع حول جثة .. يربو عددنا على العشرين ونلتف في حلقتين حول السرير .. يستعبط الدكاترة من ذوي الكروموسوم واي ويتحلقوا حول الدكتورة فلا نكاد نسمع صوتها و بخبرة الاعوام الماضية والتجارب السابقة اندفعت بمنتهى البجاحه اقتحم حلقتهم متقدمة خط البنات كعادتي في وضع نفسي دوما موضع الكراهية من زملائي الاعزاء كزعيمة دائمة لجبهة التغليس عليهم ومحاولة ازاحتهم من الطريق ..
المهم الدكتورة تتكلم تتكلم وانا اكاد انام .. رجلي نملت من الوقفه يا ناااس والجو الخانق من الزحام والرائحة المقرفة المنتشرة في المكان ..
واخيرا جاء الفرج وهنسمع ... تضع السماعة بثقة على صدر الطفل المسكين الذي اوقعه حظه الهباب في براثن امثالنا من اشباه البني ادمين امام عين امه التي سلمت امرها لله ..ونتاوب سماع اصوات تنفسه واللغط في قلبه ..
انهي دوري واقتحم الزحام لاجد بعض الهواء ..
تنتقل الدكتورة من مريض الى اخر ومن صوت الى اخر ..
وفجأة تختفي ...
الله هي الدكتورة راحت فين يا جماعة ... حيرة ظاهرة في الاعين ..
مش عارفين ..
نتجول قليلا في رواق المستشفى باحثين عن اي وجه مالوف نساله عما يجب ان نفعل الان .. نجد مشرف الراوند يوقع الشيتات .. يهجم عليه التتر للحصول على توقيعه واتراجع انا فلم ابتاع الشيت بعد ولا ادري من اين سأتي بالوقت للذهاب الى المستشفى الاخر للحصول عليه ... اسرح قليلا متاملة حال المستشفى والنواب والمرضى والطلبة .. فلا افيق الا على اختفاء زملاء الراوند
الاندال
لافاجئ بهم بعد بحث متكومين في احدى الغرف ومعهم احد المدرسين المساعدين يشرح شيئا ما ..
اتردد في الدخول قليلا ولكن فكرة ان اقضي كل هذا الوقت ويتم تسجيلي غياب جعلتني اقتحم الغرفة وانا احوقل داعية الله ان يفرج هذا الكرب
اقف في ركن الغرفة بجوار الباب فلا مكان فيها لجلوس , نصف الطلبة واقفون والبعض يجلس على سرير الكشف والبعض الاخر على مائدة منخفضة ..
يفتح الباب فجأة وبعنف فالقى في وسط الغرفة ..
استغفر الله على ذنوبي واعود الى مكاني متأملة الموظف المسئول عن ورقة الغياب وهو يضعها على المكتب امام الدكتور واهون الامر على نفسي بانه فات الكتير وماباقي اللا القليل ..
يشد انتباهي حديث الدكتور الشبيه بالطاووس المنفوخ .. وهو يتحدث عن كونه اول دفعته وعن قريبته اللتي تدرس الطب في امريكا وعن كيف ان الراوند هناك لا يتعدى سبعة طلاب .. واكرر استغفار الرب على ذنوبي منزلة على هذا الابله اللعنات على بجاحة اللي جابوه وهو عمال يلت ويعجن مش حاسس بالناس الواقفة بقالها 3 ساعات على رجلها هي مدة الراوند وهو جالس على كرسي وثير ..
وبعد فاصل من العك الحياتي يخبرنا بانه سيسجل الجميع حضور ..
القي عليه نظرة نارية وانسحب من الغرفة قبل ان ينطلق لساني بما لا تحمد عقباه ...
انظر الى ساعتي مقدرة الوقت المتبقى على موعد درس الباطنة وهل سيكفى لصلاة الظهر ومحاولة شراء كتاب الباطنة ام لا
انزل فاجد احدى زميلاتي ممن تربطني بهن علاقة ود وهي ممن انعم الله عليهم بعربية ..
اخبرها باني هاركب معاكي يعني هاركب معاكي .. فلقد خلعت برقع الحياء تماما بعدما وقفت تلت ساعة المرة الماضية باحثة عن تاكسي يقبل ان يقلني معه ..
توصلني زميلتي مشكورة حتى المستشفى الاخر فانطلق باحثة عن صديقتي التي ستذهب معي الى الدرس وحين اجدها انتزعها انتزاعا حتى نبحث عن مصلى لاداء صلاة الضهر
وطبعا لاني اكره السلالم فقد وقع الاختيار على المصلى الموجود في الدور الثاني في مبنى المدرجات .. اجرجر قدماي وقد بدأت مظاهر نقص السكر تهاجم رأسي وادخل في الصلاة .. وانا في الركعة الثانية ينقطع زرار الجيبة اللعينة واتجاهله محاولة التركيز فيما اقرأ .. ننهي الصلاة وننزل قفزا متجهين الى الدرس وانا لم ابتاع بعد كتاب الباطنة ..
اصل في نفس الوقت تقريبا مع حضور الدكتور .... احترم هذا الرجل كثيرا واكاد اعتقد انه عبقري ...
لا افقد تركيزي ولا لثانية واحدة متغاضية عن الاحساس المفاجئ بالرغبة العارمة في فنجان من القهوة ام تحبيشة التي احترف صنعها لدرجة شم رائحتها تجتاح انفي ..
وحين انظر الى ساعتي افاجئ بانها وصلت الرابعة الا عشرة والدكتور لم ينهي سوى نصف ما نوى شرحه ..
يصيبني الارتياع وانا انظر اليه محاولة تحديد ما اذا كان قد نوى ان يتوقف لاجده يخبرنا ان هنالك بريك لمدة 10 دقايق .. نصلي فيها العصر وبعدين نرجع نكمل .. اصابني ما يشبه الازبهلال وصديقاتي يسحبنني الى المسجد القريب .. ولكن للحق انعشتني الصلاة وايضا شلال المية اللي طسيته في وشي عشان اصحى ...
حين عدنا اكمل الدكتور الشرح حتى الرابعه والنصف وتوقف تقريبا عندما اكتشف اننا ننظر اليه بأعين زجاجية نص مغلقة ووجوه اصابها التيبس .. لم اصدق نفسي اني هاروح بيتنا بقى ..
لاتذكر الحقيقه المُرة
اني لم ابتاع الكتاب بعد وبالطبع المكتبة هتبقى قفلت .. لم يكن من الممكن التغاضي عن شراءه فانا اكاد اكون تور الله في برسيمه في الحصة ولابد ان اقرأ كل هذا الشرح ..
توكلت على الله وقررت تصوير الجزء الذي اخذناه حتى ابتاع الكتاب ...
المهم يعني عشان انا زهقت من كتر الكتابة عقبال مالقينا مكتبة وصورنا وروحت بيتنا كانت الساعة بقت 5 وتلت ..
القيت نفسي على كرسي السفرة ورأسي امامي .. منتظرة المدفع ومفكرة في يوم الغد الذي سيبدأ في التاسعة اي مبكرا ساعتين عن اليوم حتى اذهب لحضور درس الاطفال الفقر ............
فيوغمن عليا في الحال
Labels: mE
هههههههههههههههههه
ربنا يكون فى عونك بجد..