حين دخلت على امي ووجدتها تبكي في غرفتها بصمت اندهشت فلم يكن قد حدث شيء قبلها يستدعيالبكاء .. فهي لم تتحدث في التليفون مع احد ولم تتحدث قبلها مع احد الا محمد الكهربائي الذي يصلح كهرباء منزلنا , وحين اقتربت منها اسالها ما الامر .. اخبرتني ان محمد الكهربائي الذي يعمل في منزلنا منذ ما يزيد على يومين طالب في كلية الاداب , اخبرتها ان هذا يستدعي الاعجاب بكفاحه وليس هناك مبرر لهذا البكاء , ولكن حين اخبرتني ان والدي اكتشف خلال حديثه معه ان والديه كانا الدكتور والدكتورة (..) وان والدته كانت دفعة امي ومن اعز صديقاتها في الجامعه وانهم كانوا معهم خلال سفرهم الى ليبيا وان امي كانت تعرف محمد واشقاءه وهم صغار ولكن لم تراهم منذ وفاة ابويهم في حادثة سيارة منذ ما يقرب من 10 اعوام ... وانها كلما تراه تفكر اننا كان من الممكن ان نكون مثله هو واخوته نعمل لنعيل انفسنا ونتعثر في دراستنا من جراء هذا العمل وان محمد هذا في ظروف اخرى - ولا اعتراض على قضاء الله - كان من الممكن ان يكون زميل لي في كليتي او ان تكون اخته صديقتي ... بكيت انا عندما تذكرت اني كنت غاضبة من بطءه في العمل , متعامية عن يده اليمنى اللتي يوجد بها عيب خلقي يؤخر عمله قليلا ولكن لا يقلل من جودته ابدا .... بكيت لاني رايت فيه اخواي وبكيت اكثر حين جاء اخوه الاصغر ليعاونه في عمله , وبكيت مرة اخرى حين تذكرت عندما انهى محمد مهمته في منزلنا , ووقفنا جميعا في وداعه , عندما اخبرته ان ينقل تحياتي لشقيقته ورغبتي في التعرف عليها تلك الابتسامة المريرة اللتي علت وجهه معلنة ان هذا النوع من الشفقة غير مقبول على الاطلاق
ياترى شوفت البوست ده فين يا أمير... :ي
آه شوفته فى إحنا بنتكاظى :ي
بس بردو قريته تانى...
وبردو أثر فيا...